في هذا المقال من موقع الربح بالعربي، سنتحدث عن تسويق المتاجر الإلكترونية وليس عن المبيعات، فهناك فرق جوهري بينهما، التسويق هو العنصر الأساسي الذي يحدد استمرارية ونجاح أي مشروع تجاري، بينما المبيعات تأتي كنتيجة مباشرة لجهود التسويق الناجحة.
خذها قاعدة: بدون تسويق المتاجر الإلكترونية، لا يمكن للمشروع أن يستمر طويلًا، وقد يحقق بعض النجاح المؤقت، وقد يتمكن من الصمود لفترة، ولكن في نهاية المطاف، سيواجه الانهيار أو التوقف بسبب ضعف التسويق أو غيابه تمامًا.
تسويق المتاجر الالكترونية
التسويق ليس مجرد أداة، بل هو أحد أهم أسرار النجاح لأي رائد أعمال، سواء في التجارة الإلكترونية أو أي مجال آخر، وفي الفترة الأخيرة، لاحظنا توجهًا كبيرًا من الشباب، سواء من الرجال أو النساء، إلى دخول عالم التجارة الإلكترونية، مما أدى إلى إنشاء العديد من المتاجر الإلكترونية، ومع الأسف تفشل نسبة كبيرة من هذه المتاجر في مراحلها الأولى.
وفقًا لإحصائيات عالمية، فإن حوالي 90% من المتاجر الإلكترونية تفشل في بداياتها، وقد تتعدد الأسباب، لكن من أبرزها ضعف أو عدم كفاءة العمليات التسويقية، لذلك سنتناول اليوم موضوع تسويق المتاجر الإلكترونية بعمق لنفهم أهميته وأفضل استراتيجياته لضمان النجاح والاستمرارية.
أهمية وضع خطة تسويقية واضحة قبل إطلاق المتجر الإلكتروني
أول ما يجب أن تفكر فيه عند تسويق المتاجر الإلكترونية هو عدم البدء في أي حملات تسويقية أو إطلاق المتجر قبل أن تكون لديك خطة تسويقية واضحة ومكتوبة، ولا يكفي أن تكون لديك أفكار عامة في ذهنك، بل يجب أن تكون الخطة مفصلة ودقيقة بحيث تحدد فيها جميع الخطوات التي ستتبعها لتحقيق النجاح.
من المهم أن تكون الخطة التسويقية قصيرة المدى، فلا تجعلها تمتد لسنة أو أكثر، بل الأفضل أن تضع خطة تمتد من ثلاثة إلى ستة أشهر، لأن الأسواق تتغير باستمرار، وما كان فعالًا قبل سنوات لم يعد يحقق نفس النتائج اليوم.
كما يُفضل عند وضع الخطة أن تستعين بعقول خبيرة وأشخاص لديهم خبرة في تسويق المتاجر الإلكترونية، فالتعاون مع محترفين يمكن أن يساعدك في تحليل السوق، وتحديد الفئة المستهدفة، واختيار القنوات التسويقية المناسبة، مما يزيد من فرص نجاح متجرك الإلكتروني.
أهمية تحديد الشريحة المستهدفة في تسويق المتاجر الإلكترونية
أثناء إعداد الخطة التسويقية، لا بد أن تحدد الشريحة المستهدفة بدقة، لأن اختيار الجمهور المناسب هو أحد العوامل الحاسمة في نجاح تسويق المتاجر الإلكترونية، وقد يبدو الأمر بديهيًا، ولكن في الواقع، الكثير من المشاريع تفشل لأنها لم تستهدف الفئة الصحيحة من العملاء.
عند تحديد الشريحة المستهدفة، يجب أن تكون معايير الاختيار مبنية على طبيعة المنتجات التي تقدمها، فلا يكفي أن تسأل: "من الذي يهتم بالمنتج؟" بل يجب أن تسأل أيضًا: "من الذي يملك قرار الشراء؟".
على سبيل المثال، إذا كنت تبيع ألعاب أطفال، فمن الخطأ أن تستهدف الأطفال أنفسهم، لأنهم ليسوا أصحاب القرار الشرائي، بل يجب أن تستهدف الآباء والأمهات برسائل تسويقية مثل:
- كيف تجعل طفلك أكثر سعادة؟
- أفضل طريقة لتنمية مهارات ابنك من خلال اللعب.
وبالمثل، إذا كنت تبيع منتجات نسائية، فمن المنطقي أن تستهدف النساء، إلا في حالات معينة مثل الهدايا، حيث يمكنك توجيه الإعلان للرجال بعبارات مثل:
- هل تبحث عن هدية مثالية لزوجتك؟
- أفضل الهدايا الفاخرة لوالدتك في عيد الأم.
لذلك، يجب أن يكون تحديد الشريحة المستهدفة دقيقًا ومدروسًا، مع مراعاة طريقة التواصل التي تناسب كل فئة، واختبار أساليب مختلفة لمعرفة ما الذي يحقق أفضل النتائج في تسويق المتاجر الإلكترونية.
أهمية تحديد الميزانية التسويقية في تسويق المتاجر الإلكترونية
عند دخولك عالم تسويق المتاجر الإلكترونية، يجب أن تتعامل بعقلية رجل أعمال أو سيدة أعمال، وهذا يعني أنك بحاجة إلى فهم كيفية إدارة الميزانية التسويقية بذكاء، لذلك لا يمكن اعتبار التسويق مجرد نفقات، بل هو استثمار استراتيجي يجب أن يكون مدروسًا بعناية.
كيفية توزيع الميزانية التسويقية بذكاء؟
ليس كل ريال تنفقه في التسويق سيحقق لك أرباحًا مباشرة، ولكن بعض المصاريف تعود عليك بنتائج مباشرة، بينما بعضها الآخر يكون بمثابة استثمار في العلامة التجارية أو تجربة لتحسين الأداء التسويقي مستقبلاً.
على سبيل المثال، بعض الحملات قد لا تحقق عائدًا ماليًا فوريًا، لكنها تساعدك في بناء هوية علامتك التجارية (panding)، أو اختبار استراتيجيات جديدة قد تكون أكثر فعالية على المدى الطويل، ولذلك لا بد أن يكون لديك وعي كامل بأن التسويق يتطلب الإنفاق المستمر وليس مجرد دفعة واحدة ثم التوقف.
التسويق المستمر سر النجاح
هناك قاعدة ذهبية في تسويق المتاجر الإلكترونية يجب أن تتذكرها دائمًا: "بدون تسويق، لا يوجد نجاح، وبدون استثمار في الإعلانات، لا يوجد مبيعات.
لذلك، لا تتردد في تخصيص جزء من ميزانيتك للاختبار والتجربة، وإذا لم تكن لديك الخبرة الكافية، يمكنك دائمًا الاستعانة بمستشارين أو خبراء تسويق لمساعدتك في اتخاذ قرارات مالية أكثر ذكاءً لتحقيق أفضل عائد ممكن على استثماراتك.
أهمية محركات البحث في المتاجر الإلكترونية
في المتاجر التقليدية، يُعد الموقع الجغرافي أحد أهم العوامل المؤثرة في نجاح المتجر، ولهذا نجد أن أصحاب المتاجر يرددون دائمًا: "الموقع، الموقع، الموقع"، أي أن اختيار المكان المناسب لافتتاح المتجر هو الأولوية القصوى، والسبب في ذلك أن الشريحة المستهدفة من العملاء ستتمكن من رؤية المتجر عند المرور به، مما يزيد من فرص البيع وتحقيق الأرباح.
أما في المتاجر الإلكترونية، فالوضع مختلف تمامًا، إذ لا يعتمد نجاح المتجر على موقعه الفعلي، بل على مدى سهولة العثور عليه عبر محركات البحث، لذا يمكننا القول إن ما يعادل الموقع الجغرافي في التجارة التقليدية هو "جوجل، جوجل، جوجل"، لأن ظهور متجرك في نتائج البحث هو ما يحدد مدى وصول العملاء إليه.
قد يكون متجرك الإلكتروني موجودًا على أي منصة، ولكن السؤال الأهم هو: كيف سيصل إليك العملاء؟ الجواب ببساطة يكمن في تحسين محركات البحث (SEO) للمتاجر، حيث يجب أن يظهر متجرك في النتائج الأولى عند بحث المستخدمين عن المنتجات أو الخدمات التي تقدمها.
كيفية ضمان ظهور متجرك الإلكتروني للعملاء
تحسين موقعك لمحركات البحث، بحيث يظهر في الصفحات الأولى عند البحث عن المنتجات التي تبيعها، وعدم الاعتماد على ظهور المتجر تلقائيًا للزوار، لأنه في الواقع، المتجر الإلكتروني أشبه بمكان مخفي، والطريقة الوحيدة التي تُمكّن العملاء من الوصول إليه هي محركات البحث.
العمل بجد على تحسين ترتيب متجرك في نتائج البحث، لأن ذلك سيؤثر بشكل مباشر على عدد الزوار والمبيعات التي تحققها.
أهمية الاستمرار في التسويق وعدم التوقف
النصيحة الأخيرة، عزيزي رائد الأعمال، لا تتوقف عن التسويق أبدًا، التوقف عن التسويق يعني الاختفاء، الانطفاء، والانكفاء، بل ربما انتهاء مشروعك بالكامل.
في المتاجر التقليدية، قد يتمكن بعض العملاء من المرور على متجرك بالصدفة أو الاعتياد عليه، ولكن في المتاجر الإلكترونية، من النادر جدًا أن يتعود الناس على متجرك دون تسويق مستمر، لذا عليك أن تواصل عملية التسويق بلا انقطاع.
تسويق المتاجر الالكترونية مثل إشعال النار
في عالم التسويق، يشبهونه بالنار، فكلما زودتها بالحطب، استمرت في الاشتعال، ولكن إن توقفت عن إضافة الحطب ولو لفترة قصيرة، فإنها تنطفئ تدريجيًا.
والتسويق يعمل بنفس الطريقة، إذ إن استمرارك في الترويج لعلامتك التجارية يحافظ على نشاطك وظهورك في السوق، بينما التوقف سيجعلك تتراجع، فيحل غيرك مكانك، ويأخذ عملاءك، وقد تختفي تمامًا من الساحة.
في الختام، من الضروري أن نفرق بين التسويق وزيادة المبيعات، صحيح أن هناك تداخلًا بينهما، ولكن التسويق هو عملية مستمرة تهدف إلى بناء الوعي بالعلامة التجارية وجذب العملاء، في حين أن المبيعات هي النتيجة المباشرة لجهود التسويق، لذا لا تتوقف عن التسويق أبدًا، إلا إذا كنت تنوي مغادرة عالم التجارة تمامًا.